الميدان الرياضي : زعيم العرب
التاريخ : 2017-08-08

زعيم العرب

صالح الراشد



لم يكن الفيصلي بحاجة الى التتويج كبطل للعرب وحمل كاس البطولة حتى نطلق عليه زعيم العرب, ولم يكن بحاجة الى الابواق الاعلامية التي صدحت بجهالة دفاعا عن الظالم, ولم يكن بحاجة الا للنزاهة حتى يعتلي قمة العرب في بطولة هو زعيمها منذ اليوم الأول, فالزعامة لا تأتي بالخداع والغش وافتقاد اللعب النظيف والانحياز لطرف على حساب طرف اخر, الزعامة هي كلمة تمثلها مجموعة من التعاملات التي يفرضها اللاعبون على الجمهور والحكام وحتى المشاهدين في بيوتهم, الزعامة ليس قطعة من حديد أو فضة أو ذهب, الزعامة ارث تحافظ عليه الاجيال, لذا فان الفيصلي هو زعيم العرب .


فالفيصلي لم يخدع أحد في اللقاء, وعاد الى اللقاء بقوة ورجولة بعد أن تأخر بهدفين, بل لقد تعرض الى ظلم تحكيمي بدائي جعلنا نشعر ان الظلم مبيت, وأن ما حصل لم يكن محض صدفة, بل أمر دبر بليل من الاتحاد العربي والمنظمين وغالبيتهم من عشاق فريق تعرض للخسارة على يد الفيصلي مرتين, والفيصلي لم يستمر في لعب الكرة وهناك لاعب مصاب, والفيصلي لم يخرج عن الروح الرياضية الا بعد ان 'طلعت روح' لاعبيه واداريه قهرا من تحكيم رديء متحيز وجد قبولا عند المنظمين والاتحاد العربي.


الفيصلي زعيم العرب شاء من شاء أو أبى من أبى, فالزعيم يكون بالتاريخ والانجاز والحضور والتمثيل المشرف, الزعيم في هذه البطولة كان وصيفا عند المنظمين, لكنه زعيما عند كل من يفهم بكرة القدم, فليس التتويج من يصنع البطل, ففي عديد المرات كان البطل هو الوصيف بفضل الاداء الرائع والجهد الكبير الذي بذله, وهذا ما فعله الفيصلي.


الزعيم ضوء ما خبا ومنارة اهتدت بها الفرق التي يعتبرونها ضيف شرف فلعبت على طريقة الفيصلي فابدع النفط والعهد وكلاهما تعرض الى ظلم تحكيمي قاتل من مجموعة منتقاة من الحكام ومن لجنة اساءت الاختيار ليكون النهائي كارثيا في كل شيء , وربما يكون سببا في ابتعاد العديد من الفرق التي شاركت بلاعبين بدلاء عن المشاركة في البطولة نهائيا.


نبارك للشيخ سلطان ماجد العدوان ولمجلس الادارة وللاعبين والجمهور وعشاق الكرة الاردنية على الانجاز الكبير الذي تحقق كوصيف برتبة زعيم للعرب, وهي الحالة الاولى في تاريخ البطولات العربية ومن هنا ندعو جميع أنديتنا الى مقاطعتها وعدم المشاركة فيها بسبب الطقوس الخاصة في تحديد الية اختيار البطل من قبل الاتحاد العربي, حيث تكون المنافسة الحقيقية غائبة, لأن البطل يتوج منذ اليوم الأول وربما قبل انطلاق البطولة من خلال اختيار طواقم تحكيمية تساعد من يرشحه الاتحاد العربي ورجاله لتسهيل مهامهم صوب ما تم التخطيط له في الغرف المغلقة.


الفيصلي فريق كبير وليس بحاجة أحد للصعود الى المنصات, لقد كانت التجربة قاسية لكل من عايشها من اداريين وجمهور ولاعبين , وهي تجربة يجب ان لا تتكرر حتى لو ابتعدنا عن البطولات العربية, فالجوائز المالية لن تكون مغرية اذا ما كان الثمن التلاعب بتاريخ الفرق الكبيرة .

عدد المشاهدات : [ 12010 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .